ماهو الإلحاد؟

ما الإلحاد:
الإلحاد هو عدم الإعتقاد بوجود آلهة كما في الديانات التعددية او إله كما في الأديان التوحيدية, هو موقف فكري عقلاني من الأديان كلها و من الألوهية عموما, موقف يتبنى الإنكار او الرفض بناءا على حجج علمية أو فلسفية أو منطقية.
و الإلحاد يتطلب ببساطة أن يتجرد المرء من مشاعره تجاه الدين الذي تعلمه و الأفكار التي تربى عليها و أن يخضع معتقداته تلك للفحص و التمحيص سعيا وراء الحقيقة و حينها سيتعرف على حجم الزيف و البهتان الذين يمتلئ بهم الإيمان بالآلهة.
إن الإلحاد يقدم نفسه على أنه الفكر الوحيد المتوافق مع العلوم الحديثة و القيم الفلسفية العظمى و لكن تبقى العقول المتحجرة رافضة لأي تنوير إلحادي فيصعب بسبب ذلك على المتدينين فهم حجج الإلحاد فضلا عن الرد عليها و هكذا يسعى المؤمنين لتكميم أفواه الملحدين بدعوى إحترام الاديان مثلما حدث مع الرسام الدانمركي الذي رسم محمد صاحب الإسلام فقامت الدنيا و لم تقعد, فالأديان ضعيفة و هشة و لا تستطيع أن تدافع عن نفسها بالعقل و المنطق أو أن تقارع الحجة بالحجة مما يجبر المتدينون على تجريم الإلحاد بالقانون كما هو الحال في دول كثيرة فيضطر الملحدون للإختباء خوفا على انفسهم و حياتهم او يصبحوا شهداء حرية الراي و الفكر ..

الإلحاد و الأخلاق:

وسيلة أخرى يقاوم بها المتدينين الإلحاد هي تشوية صورته و تصويره على انه إنفلات خلقي و ميل إلي الفوضى و إستهتار بالحياة و إفناء المرء لذاته في الجنس و الخمر و بالطبع هذا ليس صحيحا و لن أتمادى و اقول ان الإلحاد يدعو لمكارم الاخلاق فالإلحاد لا شان له من قريب أو بعيد بالأخلاق لأنها ليست موضوع بحثه ..
إن موقف الإلحاد الرافض هو موقف من الآلهة و الاديان و ليس الاخلاق و بالطبع ليس الدين هو الاخلاق و لا الأخلاق هي دين بل إن كل دين له نظام أخلاقي مستقل يختلف تماما عن بقية الأنساق الأخلاقية في الأديان الأخرى و هكذا فإن رفض الأديان لا يعني رفض أنساقها الاخلاقية بالضرورة و في حالة رفض أخلاق دين معين فإن هذا لا يعني رفض الأخلاق من حيث المبدأ ..
عموما الإلحاد يتطلب بحثا عن الحقيقة و ليس الفضيلة, و لذلك فقد نجد ملحدين أخلاقيين و هم الإنسانيين كما أن هناك ملحدين آخرين يعتبرون أن الأخلاق أداة لتدجين الإنسان و جعله أليفا مستأنسا و بالتالي هم يرفضونها رفضهم للدين.
من منهما على صواب و من على خطأ ؟
هذا يتطلب بحثا لأنه لا توجد اجوبة سهلة أو سحرية و لا توجد آلهة تعرف كل شيء و تجيب عن كل شيء بل علينا نحن ان نجتهد لنعرف أجوبتنا بأنفسنا.
لكن بوجه عام فالإلحاد ليس إنفلاتا أو رعونة أو إستهتار بقيم الفضيلة و الخير بالضرورة و ليس الملحدين بأقل شرفا أو مكانة من المؤمنين لأنه في كل جماعة هناك الصالح و الطالح و هناك الاكثر صلاحا و الاكثر طلاحا فلا يمكن ان يدعي احدهم ان كل المؤمنين هم قوم صالحين او العكس و لا ان كل الملحدين هم قوم طالحين او العكس, بل إن أخلاق الإنسان راجعه أساسا للتربية التي تربى عليها و التهذيب الذي تلقاه في البيت و المدرسة و قوة إرادته و إختياراته في الحياة و لا علاقة لذلك بالأفكار النظرية المجردة مثل وجود إله من عدمه.
و لكنني لا استطيع أن امنع نفسي من أن أشكك على كل حال في دوافع التدين لأن التدين سلوك منحرف في حد ذاته, و من جمال الدنيا و روعتها ان المتدينين بعكس المؤمنين قلة قليلة في كل بلاد العالم و هم يتسببون مع ذلك في الكثير من الفوضى و الإجرام و النفاق و التصلب و العناد و الفساد في المجتمع.
أما دوافع الإلحاد و أسبابه فهي دوافع محترمة و راقية و نبيلة إلي أقصى حد, و هي تقسم الإلحاد إلي قسمين وفقا لنوع الدافع: إلحاد موضوعي و إلحاد ذاتي

-         الإلحاد الموضوعي أو السلبي Atheism

و هو إنكار وجود الآلهة لأسباب موضوعية سواء كانت تلك الأسباب علمية او منطقية ..
هذا الإلحاد موضوعي لأنه يتعامل مع قضية وجود الآلهة بطريقة الباحث العلمي الأمين الذي يكفر لانه لا يجد أدلة على وجود الآلهة و لو وجد أدلة تؤكد ذلك لآمن فورا, و هذا موقف سلبي من القضية لأن الباحث هنا يتشبث برايه أو يغيره وفقا للأدلة و ليس وفقا لإرادته الحره أو لمصلحته لأنه يبحث عن الحقيقة لا غير و لا يهمه بعد ذلك تبعات تلك الحقيقة و لا ما تعنيه من خير او شر للإنسان.
هذا النوع من الإلحاد عليه مآخذ لانه لا يهتم بقيم مهمة أخرى غير الحقيقة منها الحرية و السعادة و الكرامة و الخير و غيرها من القيم الأساسية التي تتعارض مع الإيمان بالآلهة و الأديان ..
و مع ذلك فهذا النوع من الإلحاد قد قدم الأساس الموضوعي للفكر الإلحادي من خلال الإلحاد العلمي و الإلحاد المنطقي ..

أ‌)       الإلحاد العلمي

و الإلحاد العلمي هو الإلحاد المؤسس على الحقائق العلمية المعترف بها من كافة العلماء بطريقة تجعل الإيمان بوجود الآلهة في صدام مع العلم لا محالة و بالطبع فإن الحقائق هي الحقائق العلمية فقط و ليست الخرافية او الأسطورية او الدينية ..
و يقوم الإلحاد العلمي على حقائق علمية أساسية منها :

1-     حقيقة التطور

ينكر علم الأحياء وجود الخالق من خلال حقيقة التطور فالتطور اليوم أصبح حقيقة علمية مؤكدة بجبال من الأدلة و البراهين و مع ذلك يلقى مقاومة شديدة من البروتستانت و المسلمين على وجه الخصوص ..
لكن التاريخ يعلمنا ان العلم ينتصر دائما في كل معركة و كما ان الكنيسة الكاثوليكية قد قاومت فكرة دوران الأرض حول الشمس سيقاوم الرجعيون نظرية التطور في كل مكان حتى يستتب الامر للعلماء و الحقائق العلمية لأنه كما ان الارض كروية تدور حول الشمس هي حقيقة علمية فالتطور ايضا هو حقيقة علمية مثلها تعبر على نفس المراحل في وعي الناس و تصديقهم.
إن التطور كحقيقة علمية مؤكد و مثبت بدلائل كثيرة  و لكنه كنظرية تحتمل الجدل العلمي, و هذا يعني ان الإنسان كائن حي طبيعي جدا نشا وفق الظروف المادية الموجودة على كوكب الأرض لكن الجدل العلمي هو بخصوص تفاصيل التطور و ليس حدوثه من حيث المبدأ, هو جدل يفترض أن التطور حقيقة ثابتة و يحاول بعد ذلك ان يبحث في المدة التي إستغرقتها كل مرحلة تطورية و كيفية حدوثها و بسبب أي ظروف طبيعية.
و هكذا فإن العلم يقدم بديل غني و عقلاني للقصص الأسطورية عن إله يطرقع بأصابعه فينشأ كونا كبيرا او يامر امرا فتنشأ حياة, إنه البديل العلمي لقصة الخلق كما جاءت في سفر التكوين التوراتي و اكدتها المسيحية و الإسلام بعد ذلك و هذا يعني ان معارضة نظرية التطور هي معارضة للعلم نفسه لأن العلم قد أثبت حدوث التطور بما لا يدع مجالا للشك.

2-     قانون بقاء المادة – الطاقة

خلال القرن التاسع عشر كان قانون حفظ الطاقه – الماده لايزال منقسما الى قانون لحفظ الماده واخر لحفظ الطاقه .فقانون حفظ الماده يقول بان الماده لاتستحدث ولاتفنى بل تتحول من شكل الى شكل مادي اخر اما قانون حفظ الطاقه فينص تقريبا على نفس الفهم فالطاقه لاتفنى ولاتستحدث.
حتى اثبت اينشتاين بان الماده والطاقه هما شيء واحد يظهران بشكلين مختلفين في الطبيعه وفي معادلته الشهيره الطاقه تساوي الكتله مضروبه في مربع سرعه الضوء استطاع ان يوحد القانونين بقانون واحد سمي قانون بقاء الطاقه – الماده, والقانون يوضح طبيعه العلاقه بين الطاقه والماده وهذا يعني بان الماده والطاقه لايفنيان ولايستحدثان من عدم وبان الماده تتحول الى طاقه والطاقه تتحول الى ماده وبان المجموع ثابت في الكون وفي الحقيقه فان كل الاجسام الماديه في كوننا ((انا وانت الارض والنجوم واصغر الذرات )) مصنوعه من ماده – طاقه ولكن باشكالها المختلفه .
ومنذ ذلك الحين وبعد اكثر من 85 عاما على نشر اينشتاين لملاحظاته هذه اثبتت التجربه العلميه والملاحظه صلاحيه هذا القانون وانطباقه على كوننا وسيظل هذا القانون معمولا به حتى نكتشف يوما ما حقائق جديده تثبت خطا القانون وعدم صلاحيته .
إن علم الفيزياء ينكر وجود الخالق من خلال قانونه الشهير لحفظ الطاقة-المادة و الذي يؤكد أن الوجود المادي ليس مخلوقا بل هو قائم بذاته منذ الأزل و إلي الأبد, و على أساس ان الطاقة و المادة وجهان لعملة واحدة هي الوجود المادي يكون الوجود المادي بهذا المعنى ازلي أبدي بلا بداية او نهاية و بالتالي لا يحتاج إلي خالق و لا يمكن أن يكون مخلوقا بأي شكل من الأشكال. و بما إن المادة لا تنفصل عن الحركة (الطاقة) فالمادة في حركة دائمة لانها بهيئة ذرات و الذرات تتحرك بذاتها و لذلك فإن المادة تتحرك و تتطور بلا إنقطاع في عملية إنتقال مستمرة من حالة إلي حالة أخرى أعلى منها نوعيا ذات صفات و خواص جديدة. و هكذا فإن الإنسان قد جاء للحياة عن طريق تطور المادة إلي الشكل الحي حاليا.
و كما ينكر علمي الأحياء و الفيزياء وجود الخالق أو الإله فكذلك يفعل علم الفلك الذي يفسر نشاة الكون بنظريات طبيعية مادية تماما بلا أي تدخل إعجازي من شخص جبار إفتراضي و كذلك علم النفس كما أسسه فرويد يؤكد أن الإله إختراع بشري أبدعه الإنسان لحاجة نفسية طفولية بداخلة, و بهذة الطريقة يحاول الإلحاد العلمي فرض نفسه بقوة العلم الحديث و إنكار وجود الآلهة بدواعي علمية موضوعية و ليس لأسباب نفسية او إرادية أو فلسفية.
عموما الإلحاد العلمي قد إجتذب معظم العلماء الفطاحل على مدى التاريخ و من اشهر هؤلاء :
  • تشارلز دارون : الإلحاد البيولوجي
  • ألبرت أينشتاين : الإلحاد الفيزيائي
  • سيجموند فرويد : الإلحاد النفسي

ب‌)   الإلحاد المنطقي

الأسباب الموضوعية تنقسم إلي أسباب علمية و أسباب منطقية, و كما أن هناك إلحاد علمي هناك أيضا إلحاد منطقي. و هذا الإلحاد يقوم على اساس أن الإيمان بالآلهة و تصديق الحكايات الدينية يتعارض مع قواعد المنطق الحتمية ..
و من أهم التناقضات هي التناقضات الموجودة في صفات الإله المعلنة في الاديان الشائعة مثل :
1-     لا يمكن أن يكون الإله ذاتا مطلقة لأن الذاتية تتعارض مع الكمال او الإطلاق
2-     لا يمكن أن يكون الإله كلي الصلاح و مخيرا في ذات الوقت لأنه إما ان يكون مجبرا على أن يكون صالحا طوال الوقت و إما ان يكون مخيرا.
3-     لا يمكن أن يكون الإله كلي القدرة و كلي الصلاح في ذات الوقت لان هناك شر في العالم.
و هناك أيضا الكثير من الإشكالات المنطقية في صفات الإله كما هي في المسيحية أو اليهودية أو الإسلام أو الهندوسية او غيرهم من الديانات الشهيرة .
و ليست صفات الإله فقط هي التي تتعارض مع قواعد المنطق الحتمية بل إن الكثير من الملاحظات و التناقضات المنطقية الموجودة في الأناجيل و التوراة و القرآن, تناقضات تؤكد ان تلك الكتب ليست صحيحة فضلا عن أن تكون مقدسة ..
و من أهم الملحدين المناطقة : برتراند راسل .. الفيلسوف و العالم الرياضي الأشهر
هذا بإختصار عن الإلحاد الموضوعي عموما سواء العلمي منه او المنطقي.
لكن هناك أسباب و دوافع أخرى للإلحاد ليست موضوعية مثل العلم و المنطق بل ذاتية مثل الحرية و السعادة و الكرامة و الخير و المصلحة و غيره ..
.

-         الإلحاد الذاتي أو الإيجابي Anti-theism

هذا الإلحاد ينبع أساسا من تصميم في الإرادة لأنه رفض وجود الآلهة بغض النظر عن الادلة و البراهين لاسباب ذاتية متعلقة بالمفكر نفسه و ليس القضية التي يبحث فيها, فهو لا يهتم بالحقيقة في ذاتها بقدر ما يهتم بما تعنيه تلك الحقيقة ..
فالملحد هنا يرفض وجود الآلهة من حيث المبدأ رفضا فلسفيا دفاعا عن حريته أو مصلحته أو كرامته أو سعادته في الحياة على الأرض بغض النظر عن حقيقة وجود الآلهة من عدمها.
و من أمثلة هؤلاء الملحدين : سارتر , نيتشة, ماركس, ابيقور

1-     إلحاد الحرية الوجودية: إلحاد سارتر

ليس كل إلحاد هو إلحاد الباحث العلمي الذي يبحث في القضية فيتوصل إلي أن وجود الآلهة بدعة سخيفة لا معنى لها, هناك أيضا الإلحاد بدافع الحرية و ليس الحقيقة مثل إلحاد جان بول سارتر ..
نقطة البداية لوجودية سارتر هي جملة دوستويفسكي الشهيرة: “إذا كان الرب غير موجودا، هذا يعني أن كل شيء مسموح”. سارتر يقول أن ذلك صحيح, فعندما يكون الرب غير موجودا، يكون الإنسان حر. أي: عندما يكون الرب غير موجودا، يكون الإنسان إنسان لأن الإنسان هو الحرية. فقط عندما لا يكون الرب موجودا، يوجد الإنسان. الحرية بالنسبة لسارتر هي الحالة التي يكون فيها كل شي مسموح. الإنسان الذي يربط وجوده بوجود الرب لا يمكن أن يكون حراُ. الحرية هي شيء مطلق. الإنسان يصنع نفسه من خلالها. لأن الإنسان يخلق نفسه لا يمكن أن يوجد إله خالق. المهم بالنسبة لسارتر هو أن الإنسان يصنع بنفسه أي أنه ليس مبرمجا بشكل مسبق من قبل إله ما. لذلك فإن المقولة الأساسية لدى سارتر هي “الإنسان هو الإنسان الذي يصنعه بنفسه”.
أما الإلحاد فهو يجرد الإنسان من كل عكاكيزه و ركائزه، إنه الآن بدون رب يساعده، إنه لا يملك شيئا يتمسك به و المهم أنه لا يجد أعذارا لما يفعله إنما يجب أن يكون مسئولا عما يفعله. طالما أن الرب غير موجود و بالتالي لا يستطيع أن يعطيه الوصايا و الأوامر فإن على الإنسان أن يصنع وصاياه و قوانينه بنفسه. هذا لا يعني أن حياته أصبحت أسهل إنما على العكس من ذلك أصبحت حياته أصعب لأنه “محكوم بأن يكون حراُ”.

سارتر لم يحاول الخوض في وجود الله كبحث علمي أبدا بل كل ما فعله هو أن نظر إلي الإنسان و وجد ان حريته تكمن في رفض الألوهية فرفضها بكل قوة بإرادته الحرة فقط, فمن وجهة نظر سارتر ليس المهم الجواهر أي الكائنات بحد ذاتها بل الوجود أي علاقة هذة الكائنات بالإنسان. ليس المهم إذن وجود الله بحد ذاته بل وجوده بالنسبة لي.
و لذلك نجد في مسرحيته ( الذباب ) حوارا شيقا بين الإنسان الحر الشجاع أوريست و بين ملك الآلهة جوبيتر يعبر عن إلحاد الحرية كما تصوره سارتر ..
أوريست : إنك ملك الآلهة يا جوبيتر, ملك الحجارة و النجوم, ملك امواج البحر. و لكنك لست ملك البشر.
جوبيتر : ألست ملكك أيتها الدودة الحقيرة ؟ من خلقك إذا ؟
أوريست : أنت .. و لكن كان ينبغي ألا تخلقني حرا.
جوبيتر : لقد وهبتك الحرية لتخدمني.
أوريست : ربما و لكنها إنقلبت عليك و لا نستطيع بعد شيئا, لا أنت و لا انا .. منذ ان خلقتني لم أعد ملكا لك.

2-     إلحاد القوة و الكرامة و الشجاعة: إلحاد نيتشة

يعد إعلان موت الله هو أهم بشرى للعالم الحديث ، فهو يختلف جذريا عن مفهوم الإلحاد القديم . أى أن نيتشه لم يكرر قول الملحدين الذين سبقوه ، وهو أن الله غير موجود فقط . لا . وإنما الإعلان النيتشوى يحدد أن صلاحية مثل هذه الفكرة واقعيا قد إنتهت .فإنسان العالم القديم العادى كان يرى العالم بمنظور أسطورى وسحرى ، والفيلسوف القديم كان يرد الكثرة كلها للواحد عبر ذهنية مثالية . أما إنسان العالم الحديث فحتى فى حياته اليومية ينظر للعالم ويفهمه عبر سلسلة السبب والنتيجة, أى من حيث الجوهر هو ليس فى حاجة لفكرة الله على الإطلاق.
نيتشة – فيلسوف القوة – هو الفيلسوف الذي قتل الله, قتله لأن الإنسان كما يرى نيتشة في لحظة تعسة من حياته قد إخترع خرافة أسماها ( الله ) و ظل منذ ذلك الحين مكبلا بقصة من خلقه هو. إلا أنه ليس من إله غير الإنسان لو واتته الشجاعة على أن يعرف قدره, ثم يجاوز هذا القدر صاعدا لأعلى لأنه على الإنسان أن يحاول السمو على الإنسان.
لذلك فقد صرح نيتشة على لسان نبيه زرادشت: لقد مات الله و نحن الذين قتلناه
لقد دفن الخرافة القديمة فأشرق عهد جديد ..
لقد ماتت الآلهة جميعا و نحن نريد ان يحيا الإنسان الأسمى.

3-     إلحاد المصلحة والضرورة: إلحاد ماركس

لقد كتب فيورباخ في كتابه (جوهر المسيحية): إن نقطة التحول الكبرى في التاريخ ستكون اللحظة التي سيعي فيها الإنسان أن الإله الوحيد هو الإنسان نفسه.
أما ماركس فإنه ردد صدى هذا التفكير عندما كتب : إن نقد الدين يقود إلي هذة العقيدة و هي أن الإنسان هو للإنسان الكائن الأسمى, إن نقد الدين ينقذ الإنسان من الوهم حتى يتاح له أن يتحرك حول ذاته.
و هكذا فالاديان كلها بنظر ماركس أوهام .. لأنها تقدم لإعجاب الإنسان كائنا يتحلى بصفات هي بالفعل خاصة بالإنسان .. إنها فقدان الإنسان لذاته إذ أن الإنسان يجعل نفسه طائعا و خادما لإله ليس إلا كائنا من صنع خياله .. إنه يجعل نفسه عبدا لشيء غير موجود  .. يتعبد لإله هو عدل و حنان و حب و الواقع أن الإنسان هو العدل و الحب و الحنان. بتعبده لله يتعبد الإنسان لذاته دون ان يدري لأنه أفرغ ذاته من جوهره الخاص لصالح إله خيالي. إنه يتألم في سعيه إلي السماء ليحاول أن ينال بعد الموت قيما هي فيه. هذا السعي لا جدوى له بل هو مضر لأنه يمنع الإنسان أن يحقق ذاته . على الإنسان أن يجد هذة الكنوز فيه و ليس خارجا عنه.
هكذا يفهم نص ماركس الشهير : (( إن الشقاء الديني هو من جهة : التعبير عن الشقاء الواقعي و من جهة أخرى : الإحتجاج ضد الشقاء الواقعي. الدين هو تنهد المخلوق الرازح هو قلب عالم لا قلب له كما أنه فكر زمن لا فكر له. إنه أفيون الشعوب.))
الدين إذا بالنسبة لماركس إحتجاج ضد الشقاء الموجود في الحياة و لكنه إحتجاج أسوأ من الشقاء نفسه لأنه يخدر الإنسان, يغرقه في الوهم, يبقيه في العبودية, يحول دون خروجه من واقعه المؤلم.
لكن الدين أيضا (( فكر زمن لا فكر له )) أي انه تفسير للكون و الحياة و التاريخ يخترعه زمن لم يتعرف على التفسير العلمي للأشياء. اما التقدم العلمي فأنه يلغي هذا الفكر الزائف لأنه يكفي لتفسير الكون و لتحقيق الفردوس على الأرض.
إذن فإلحاد ماركس هو ضرورة لتغيير الواقع المؤلم إلي فردوس مقيم و طريقة لتحقيق مصلحة الإنسان في الترقي و النمو و وسيلة للإستغناء عن الأفيون .. أفيون الشعوب.

4-     إلحاد السعادة و الفرح: إلحاد ابيقور

يرى أبيقور أن الهدف من العيش هو ان نستمتع بالحياة و لكننا لن نستمتع بالحياة ما لم نفهمها. يجب أن نفهم العالم الذي نسكنه و ندرك طبيعة سكانه و معنى هذا بعبارة اخرى أننا يجب أن نعرف من نكون و لماذا صرنا إلي ما صرنا إليه.
علينا إذن قبل كل شيء أن نفهم في وضوح من نحن فالإنسان كما يرى أبيقور ليس إبنا لإله كريم بل ربيب طبيعة لا يهمها من أمره شئ. فليست الحياة خطة رسمتها يد فنان مقدس و إنما هي حدث طارئ في كون آلي. و لكننا نستطيع إذا شئنا أن نجعل منها حدثا سعيدا او ممتعا على الأقل. و كيف السبيل إلي ذلك ؟ السبيل إليه ان نحرر أذهاننا من الخوفين الكبيرين اللذين يفسدان الحياة على بني الإنسان : الخوف من الآلهة و الخوف من الموت.
فما من داع للخوف من الآلهة فلسنا لهم عبيدا و لا سلطان لهم علينا لأنهم لم يخلقونا بل هم لم يخلقوا شيئا في الواقع و الكون لم تصنعه يد إله بل جاء نتيجة عارضة لحركة الذرات خلال الفضاء اللانهائي.
العالم إذن يتركب من لانهائية خالدة من شيء ما, أي من الذرات المادية. فلم يكن للآلهة في خلقنا شأن ما  و لا يهمها من مصيرنا شيء على الإطلاق فحياة الإنسان – فيما يرى أبيقور – مهزلة بالغة الجنون لا يمكن ان تنبت في ذهن قصاص عاقل بان يقام لتكريمه معبد ثم ينزل على المعبد صاعقة من السماء تدمره ؟ أو يعقل أن إلها رحيما يبرئ طفلا صغيرا من مرض خطير ليسلمه إلي موت أبشع في ميدان القتال.
لنتحرر إذا من خوف الآلهة و خوف الموت و لنحشد لما يمكن أن نصيبه من طيبات في الحياة و لنبحث عن حياة المسرة لنصيب اكبر قدر منها بأقل ألم. إن سبيل السعادة هو ان تدعو غيرك لمشاركتك في سعادتك, لا عن نبالة منك بل لان في ذلك منفعة لك. فأنت غير ميسر للسعادة ما لم تكن عادلا عاقلا كريما. و عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به. إجتنب إيذاء الناس تجنب أذاهم .. عش و دع غيرك يعش.
ذلك ان حياتنا هذة قد وجدت لتكون بهجة للأصدقاء. فإغرس في نفسك عبقرية الصداقة .. و إتخذها لك دينا و عبادة. فالصداقة معنى قدسي حلو, و التعاطف الصادر عن الصداقة الحقة هو المثوبة الوحيدة المؤكدة التي تصيبها في عالم مشكوك في قدره. و إذا كانت آلام الحياة تصبرنا على الموت فإن قدسية الصداقة تستطيع ان تصبرنا على الحياة, هذة هي فلسفة أبيقور بإيجاز.
هذا عن الإلحاد الذاتي الإيجابي بوجه عام ..
و هو إن كان إلحادا يفتقر إلي الدليل العلمي أو المنطق العقلاني إلا أنه لا يفتقد السبب أو القوة فالملحد الإيجابي يتمسك بإلحاده كمبدأ و قيمة أخلاقية و لا يهتز أبدا لصعود أو هبوط الأدلة على وجود إله.
لكن في الواقع إن الإلحاد الذاتي أيضا عليه مآخذ تختلف عن المآخذ التي على الإلحاد الموضوعي, لأن الإفتقار إلي الدليل و العلم و المنطق ليس موقفا رائعا أو كاملا .. هو موقف قوي فعلا لانه يتعالى فوق الأدلة و لكن التعالي لا يجب ان يكون بالإستغناء عن الادلة فلذلك أنا اعتقد أنه على الملحد الذاتي أن يتعرف على الأدلة و الاسباب التي يملكها الملحد الموضوعي كما أن الملحد الموضوعي عليه ان يتعرف على مواقف و فلسفة الملحد الذاتي و أسبابه في رفض الألوهة.

-         الدمج بين الذاتي و الموضوعي

لا مفر من الدمج بين الذاتي و الموضوعي للحصول على إلحاد قوي ثابت مؤسس على الأدلة العلمية و المنطق العقلاني و مشيد عاليا في سماء الحرية و الكرامة و السعادة ..
إن البحث عن الحقيقة فقط ليس شيئا و قد يجعل المرء في النهاية لاآدريا يهز كتفيه معلنا جهله عند كل سؤال حاسم. إن اللاآدرية فقيرة جدا بالمقارنة مع الإلحاد و هي لا تغني او تسمن من جوع.
إنما الإلحاد القوي هو إلحاد الأنا و الواقع, إلحاد الذات و الموضوع ..
إلحاد موضوعي : لا يوجد إله
و إلحاد ذاتي : لا اريد إله حتى و لو كان موجودا
و النتيجة هي جملة مركبة لإلحاد قوي منيع :
  • لا يوجد إله و لا أريد إله حتى و لو كان موجودا.
و من أمثلة هؤلاء الملحدين:
العالم الملحد الشهير / ريتشارد داوكنز
فمن حيث الأدلة و الواقع لدينا الكثير منهم ضد الألوهة و من حيث الإرادة و القوة فلدينا الكثير منهم ايضا ضد الألوهة. تلك الجهوزية تجعل المرء قويا ثابتا مثل داوكنز, وهذا الإلحاد يجعل الخوف من الآلهة و الإستسلام للخرافة يتكسران على صخور العقل و الإرادة المتحدين معا.
و هكذا نلجأ للفلسفات القوية التي تتبنى الإلحاد: الفلسفة الطبيعانية و الفلسفة المادية

-         الفلسفة الطبيعانية

تعد الفلسفة الطبيعانية التي انبعثت منها سائر الفلسفات الأخرى ، إذا انعكست مبادئ هذه الفلسفة على بقية الفلسفات الأخرى بنسب متفاوتة ، ومن زعمائها شالس ، لوسبوس ، ديمقرتس ، وجان جاك روسو ، ويعتبر هذا الأخير رائد هذه الفلسفة في ضوء ما قدم من أفكار في كتاباته : نظرية العقد الاجتماعي, و من أهم مبادئ هذه الفلسفة.
1. الشيء الوحيد الحقيقي في هذا الكون الطبيعة.
2. الطبيعة هي مفتاح الحياة ، وإن كل شيء نعمله هو جزء من الطبيعة.
3. كل شيء في هذه الحياة يتحرك حسب قوانين الطبيعة.
4. الطبيعة لا تتغير لذلك يمكن الاعتماد عليها.
5. إن كل فرد يعد أهم من المجتمع ، إن أهداف المجتمع تعد ثانوية إذا ما قورنت بأهداف الفرد.
6. الأنشطة الاجتماعية مقبولة لأنها تمنع الفوضى وليس لأنها جيدة.
وترفض تلك الفلسفة كل ما هو فائق للطبيعة على أساس ان الوجود كله طبيعي, خاضع لقوانين الطبيعة, فالآلهة و الملائكة و الشياطين و الجن و العفاريت و أشباهها لا يمكن أن تكون موجودة ..
و هكذا تدعم الفلسفة الطبيعانية الإلحاد بقوة إعتمادا على المبدأ الفلسفي القائل بأن الوجود كله طبيعي.

-         الفلسفة المادية

تذهب المادية الفلسفية إلى أن المادة أولية والعقل – أو الوعي – ثانوي. ويتضمن هذا أن العالم أبدي، وأنه لا محدود في الزمان والمكان. والمادية – إذ تذهب إلى أن الوعي نتاج للمادة – تعتبره انعكاسا للعالم الخارجي، ومن ثم تؤكد إمكان معرفة العالم.

وقد أجملت المادية منجزات العلم، ومن ثم دعمت نمو المعرفة العلمية وتحسن المناهج العلمية، وقد أثر هذا بدوره تأثيرا إيجابيا على نشاط الانسان العملي، وتعرضت المادية نفسها لتغيرات خلال عملية التفاعل بينها وبين العلوم المحسوسة. وقد ظهرت أول النظريات المادية إلى حيز الوجود مع ظهور الفلسفة كنتيجة لتقدم المعرفة العلمية في ميادين الفلك والرياضيات وغيرها من الميادين في المجتمعات العبودية القديمة، فى الهند ومصر والصين واليونان. وكانت السمة العامة للمادية القديمة  هي الاعتراف بمادية العالم ووجوده المستقل خارج وعي الانسان. وقد حاولت المادية أن تجد في تنوع الظواهر الطبيعية المصدر المشترك لأصل كل ما يوجد أو يحدث. وكان من فضل المادية القديمة أن خلقت فرضية عن البناء الذري للمادة (ليوكيبوس وديمقريطيس).
وقد تطورت فلسفة القرنين السابع عشر والثامن عشر مصاحبة للتقدم السريع – في ذلك الوقت – للميكانيكا والرياضيات. ونتيجة لهذا كانت المادية الآلية. وقد احتلت المادية الفرنسية في القرن الثامن عشر مكانة خاصة في الفلسفة المادية لتلك الفترة (لامتوي وديدرو وهلفيتيوس وهولباخ). وكان الماديون الفرنسيون يلتزمون – على وجه العموم – بالمفهوم الآلي للحركة معتبرين إياها صفة كلية غير قابلة للتغير من صفات الطبيعة، ورفضوا تماما تناقضات نزعة تأليه الطبيعة، التي كانت تميز معظم الماديين في القرن السابع عشر. وكانت الرابطة العضوية القائمة بين كل أنواع المادية والالحادية ظاهرة بشكل خاص عند الماديين الفرنسيين في القرن الثامن عشر. وكانت ذروة التطور في هذا الشكل من المادية في الغرب مادية فيورباخ القائلة بالمذهب الطبيعي في دراسة الانسان. وفي الوقت نفسه كانت خاصية التأمل التي ميزت كل المادية السابقة على الماركسية أكثر وضوحا عند فيورباخ في ذلك الوقت منها عند أي من معاصريه. أما آخر أشكال المادية وأكثرها تماسكا فكان المادية الجدلية التي خلقها ماركس وانجلز في منتصف القرن التاسع عشر.

و مما يجدر ذكره ان الفكر المادي والالحاد لم يتطورا بعملية التفكير المجرد او ما يعرف بالتأمل. ان احد اهم دعائم تطور الفكر المادي الفلسفي ومعه الالحاد هو تطور العلوم الطبيعية وخاصة الخلية الحية والكيمياء. ان اكتشاف حقيقة علمية واحدة يحيل ، بين ليلة وضحاها، رزمة كاملة من الافكار الفلسفية المثالية الى رماد. لذا فان دعائم الفكر المادي والالحادي لم يكن الا تاريخا اخر لتطور العلوم الناجم عن التطور الاجتماعي بشكله العام.
نأتي على ذكر نقطة مهمة:


ما هي فوائد الإلحاد للفرد و المجتمع؟

1-     الإلحاد يحرر العلم :

تحرير العلم و التعليم و الإعلام من الخرافات الدينية و الأساطير الإلهية هو امر ضروري لكي يتم توعية الناس بالواقع و التحديات الحقيقية التي تواجههم و مساعدتهم على مواجهتها بدلا من دفن الرؤوس في الرمال و إنتظار منقذ لن ياتي أبدا.

2-     الإلحاد يدعم العلمانية :

بالإلحاد سنحرر السياسة من التدخلات الدينية و من طغيان رجال الدين في كل صغيرة و كبيرة بإسم الدين و التعامل مع قضايا مثل الإجهاض و حقوق الشواذ و الموت الرحيم و الإستنساخ و نقل الأعضاء و حرية الإعتقاد و غيرها من القضايا وفق إحتياجات الإنسان و ليس وفقا لوصايا إله مزعوم.

3-     الإلحاد يحرر الاخلاق:

إن تحرير الاخلاق من الدين و إرجاعها إلي البشر ليتباحثوا فيها و يتوصلوا إلي أفضل الانساق الأخلاقية هو أمر أساسي من أجل إصلاح المجتمعات و تحقيق التعايش و الإنسجام بين بني الإنسان.

4-     الإلحاد يدعم الفرح بالحياة:

الحياة حلوة و تستحق ان نفرح بها لكن طالما أن الدين يجعلنا نهتم بالموت و ما بعد الموت فستكون حياتنا كئيبة و موحشة, إن إضفاء مظاهر البهجة و الإنشراح على الناس لهو مرتبط دائما بالإلحاد.

5-     الإلحاد يدعم الحب و السلام:

كل العنف والتعصب القائمين بإسم الدين سينتهي بالإلحاد و بدلا من أن تفرق الآلهة والاديان بين الناس سيجعلنا الإلحاد نتحد سويا في مواجهة التحديات.
و هكذا من أجل كل تلك الاسباب يصير الإلحاد ضرورة حتمية للفرد و المجتمع ..
و الآن أختم الحديث بإقتباس ما جاء في إعلان الحقوق للزميل / ديكارت في منتدى العلمانيين:

من حقي كملحد:

• من حقي كملحد أن يعترف بكرامتي كانسان
• من حقي كملحد أن أعيش حياة تحمل كل الشروط الأساسية لتحقيق الكرامة الإنسانية
• من حقي كملحد أن يتم الاعتراف بمعتقدي كباقي المعتقدات
• من حقي كملحد أن أعلن عن اعتقادي وأفكاري من خلال مؤلفات أكتبها أو رأي أتكلم به أمام العوام ،كما يحق لي أن أنشرها بأي وسيلة إعلامية بما في ذلك الصحافة والتلفزة
• من حقي كملحد أن تكون المواد الدينية في المدرسة وفي الجامعة أيضا مواد اختيارية بحيث يجوز لي رفض دراستها دون أن يؤثر ذلك على معدلي العام ،أو أن يتم إجباري وإجبار المتدينين على دراسة الأديان واللادينية على حد سواء
• من حقي كملحد أن أدافع عن فكرة الإلحاد وأن أقوم بتوجيه الانتقاد لأي دين كان وخصوصا الإسلام
• من حقي كملحد أن أتساوى أمام القضاء مع المتدينين
• من حقي كملحد أن أدلي بشهادتي في المحكمة دون إجباري على أن أضع يدي على أي كتاب ديني لتأدية القسم
• من حقي كملحد أن يكون زواجي في محكمة مدنية دونما حاجة لعقد زواج كنسي أو إسلامي مسبق لإتمامه في تلك المحكمة وأن يكون زواجي بأي امرأة اختارها أنا سواء أكانت متدينة أو غير متدينة طالما أنّ ذلك برضاها التام
• من حقي كملحد التصرف في أملاكي بالبيع والشراء والهبة والرهن وغير ذلك من المعاملات المالية كيفما أشاء وبإرادتي التامة كما من حقي عدم منعي من تلك المعاملات أو مصادرة أملاكي تعسفا
• من حقي كملحد أن لا يتم تطبيق أي مرجعية دينية علي إلا إذا كان ذلك بموافقتي التامة
• من حقي كملحد أن أتساوى مع المتدينين في عموم الأمور الحياتية وأن لا يتم حرماني من شيء أو إجباري على شيء ما فقط لكوني ملحد ،أي أن تكون التفرقة بيني وبين المتدين تبعا للفروقات الشخصية فقط (مبدأ المواطنة)
• من حقي كملحد أن أنشئ المؤسسات السياسية التي تدافع عن حقوقي وتحميها وأن أنضم إليها ،كما يحق لي تأسيس والانضمام إلى أي حزب سواء أكان حزب معارض للحكومة أو مؤيد للحكومة ،ويبقى هذا الحق قائما طالما أن تلك المؤسسات والأحزاب لا تدعو للعنصرية وطالما أنها ذات طابع سلمي غير عسكري
• من حقي كملحد أن يتم توظيفي في الدولة براتب مساوي لراتب المتدين طالما أنّ لنا نفس طبيعة العمل ،ويتم ترقيتي إلى أي منصب حكومي طالما أنّ توفرت لدي مجموعة الشروط المطلوبة لتلك الترقية وأن لا يكون أحد هذا الشروط عدم الإلحاد
• من حقي كملحد أن التحق بالخدمة العسكرية كجندي أو كضابط ويتم ترقية رتبتي طالما تحقق لدي شروط الترقية دون أن يكون عدم الإلحاد من تلك الشروط ،ويشمل هذا الأمر حقي في الحصول على المناصب العسكرية مهما بلغت من حساسية ،كما يحق لي أن أصل للرتب العسكرية العالية جدا كرتبة الفريق الأول
• من حقي كملحد أن تلغي الدولة أي مادة في الدستور تنص على أنّ عدم الإلحاد شرط أساسي من شروط تولي المناصب السياسية الحساسة أو العظمى
• من حقي كملحد أن يكون لي صوت في الانتخابات العامة كما يحق لي ترشيح نفسي طالما أني لم أرتكب جرم ما في حياتي

ليست هناك تعليقات :

(إن رد العاجز على التحدي سيكون صراخاً وتوتراً ودعاءً غباء، سيكون رداً فيه كل شيء ما عدا الذكاء والوقار، والقدرة والتهذيب) - عبدالله القصيمي