حكى لي أحد الأصدقاء بأنه لايجب ان اتحدث أو انشر مقالات تطعن بدين الأسلامي لأنه لايجوز السخرية من الدين بأعتبار أنه من عند الله، ولو سكتنا وسلمنا الأمور لصمت فلن تظهر الحقيقة الغائبة ولن ينكشف الوهم الذي سيطر على عقول الناس لفترة طويلة وآن الأوان للتحرر الفكري والعلمي، فالخطئ يجب أن يشار أليه بأنه خطئ ووجب تصحيحه.
أن حرية التعبير عنصر مهم جداً، فلا يجب كبت التعبير في أياً كان مجالة أو أختصاصة، وبما أن تعبيرنا فكري ولا يحمل أي نوع من الشرور فلا يحق إيقاف هذا التعبير الذي يصب من أجل خدمة الأنسانية ونشر الفكر الوعي والعلمي لتخلص من أفكار الجهل التي تسببت حتى اليوم بالكثير من الظلم والمشاكل..
بما أن المسلمون تجاوزو حدود التعبير المعقولة وهذا سببه الجهل، فنحن نعرف حدودنا.. المسلمين لايتقبلون أحد يطعن أو يشك بدينهم على أنه غير صحيح أو هو ليس من عند رب الرمال.
كما يقومون بحرية التعبير مثل المسيرات والمحاضرات التي تقام بالمساجد والمآتم وأعمال الشغب والتخريب وبسبب جهلهم يعتبرون بأن هذه هي حرية التعبير بالعنف والفوضي والتعصب، يمكن أن يروى بأنفسهم بأنهم جهله ومتخلفون بمايقومون به فأنه اكبر دليل على جهلهم وتخلفهم.
وأيضاً يهاجمون في محاضراتهم ويحثون على العنصرية وكره الفآت الأخرى ويصفون التحرر الفكري مثل الألحاد بأنهم أناس يعيشون مثل الحيوانات وهم أساس خراب المجتمع وهم من ينشر الفسق والفساد، غير مدركين بأن كل الشرور هم سببها، ولكن جهلهم عمى بصيرتهم..
أذن هم لهم الكثير من حرية التعبير ونالت أكثر من حقها في حرية التعبير وتعدت حدودها المعقول ويحرمون على الفآت الأخرى حرية التعبير خصوصاً مايتعلق بدينهم فهم فقط الصح والجميع مخطئون.
فأن المسلمون يحللون ويحرمون مايروق لهم وحسب مزاجهم وكل منهم يخرج بفتوى جديدة تدعم مصالحهم، الفكر والفلسفة يعتمد بشكل كبير على الحرية التعبير.
ويعتبر الفيلسوف جون ستيوارت ميل (John Stuart Mill (1806 - 1873 من أوائل من نادوا بحرية التعبير عن أي رأي مهما كان هذا الرأي غير أخلاقيا في نظر البعض حيث قال "إذا كان كل البشر يمتلكون رأياً واحداً وكان هناك شخص واحد فقط يملك رأيا مخالفاً فأن إسكات هذا الشخص الوحيد لا يختلف عن قيام هذا الشخص الوحيد بإسكات كل بني البشر إذا توفرت له القوة"، وكان جون ستيوارت ميل من الداعين للنظرية الفلسفية التي تنص على أن العواقب الجيدة لأكبر عدد من الناس، وهذا مايحصل بالضبط في بلاد الرمال فأن العواقب للفئة الأكبر من الناس الجاهلة في فلسفة الرأي والأختيار الأمثل والسبب يعود للتعصب الديني والفكري المتأجج بالجهل.
لامانع من حرية التعبير في التدوين الساخر لفئة معينة والنشر ما دام هي لاتضر ولا تتسبب في الشرور أما بالنسبة للفئة التي تعتبر هذا النوع من التعبير غير أخلاقياً فهو فقط بالنسبة للبعض، وهو ليس فرضاً على مفكر أو فيلسوف ينادي بحرية التعبير.. وهو مجرد فكر لاوعي لفئة ممكن أن تتغير أفكارها وتوجهاتها مع تأثير الفكر المشتاح لها.
أضافة إلى أن المسلمين يتدخلون في خصوصيات الغير وحرياتهم وأقلاق راحتهم خصوصاً في بلاد الرمال، معتبرين أن الإسلام يحترم الحريات والآراء غير مدركين حقيقة مايقومون به خلاف ذلك.
سأخبركم عن قصة جميلة جداً ومحط لسخرية قد قرأتها سابقاً من القصص اليونانية غير أن هذه القصة لايمكن أن تكون من القصص القديمة لربما تكون حديثة ومضافة للقصص بتعمد من المترجمين والأدباء الأنجليز، لأن لايمكن أن تكون هذه القصة من القرن السادس قبل الميلاد فاليونان لم يعرفوا العرب بعد والعرب لم تكتمل حضارتهم في تلك الفترة، تقول الحكاية:
{في يوم من الأيام كان الإله "هرميس" (وهو الآلهة يونانية قديمة) يدفع أمامه عربة مليئه بالأكاذيب، ويتجول بها في أنحاء العالم، حملت العربة الشرور والآثام والآفات والغرور... إلخ، وأراد أن يوزع بعضاً من الحمولة على كل بلد. ولكن يقال عندما وصل إلى أرض العرب (بلاد الرمال) تحطمت العربة أشلاء. وهجم السكان على الأشلاء يغتنمون ما فيها كما لو كانت بضاعة قيمة، حتى لم يتبقى شيء يمكن أن يحملة "هرميس" لأي مكان آخر}.
فالعرب أعظم كذبه في العالم كله، وهم المخادعون الغشاشون على ظهر الأرض فألسنتهم وعقولهم لاتعرف الحقيقة أبداً، والأعظم من ذلك بأن الناس هنا في بلاد الرمال يحترمون الكذب أكثر من الحقيقة. فهم يمجدون الدجالين والمخادعين ويعتبرونهم من شرفاء الصالحين والطائعين لرب الرمال.
هذه الحقيقة ليست أفتراء على العرب، بل هي صورة صورتها العروبه عن نفسها لجميع الأمم والشعوب الأخرى، فليس هنالك من سيأتي وفتري بشيء ليس من الواقع.. ويمكن أن يكون كاتب هذه القصة أحد الذين ترجموا القصص من اليونانية إلى الأنجليزية قد قام بوضع هذه القصة ليضرب فيها المثل على العرب.
فأن حرية التعبير عن المسلمين في بلاد الرمال مبنيه على الكذب والدجل والتحريف حتى بخصوص مايقولة الأعجازيون في القرآن فهم يكذبون ويضحكون على العقول، ومع ذلك تجد من يحترمهم ويمجدهم لأن الكذب في بلاد الرمال اصبح فرضاً دينياً أيضاً لدرجة تجد فيها المسلم يكذب حتى على نفسه.
عبدالله القصيمي:
"لو كان نبيٌّ مصابًا بالبَرَص، بُعِثَ إلى قوم من البُرْص، لكانت الإصابة بهذا الداء شرطًا من شروط الإيمان بالله!إن الشيخ الذي يملأ لسانه بالله وتسبيحاته، ويملأ تصوراته بالخوف منه ومن جحيمه، ثم يملأ أعضائه وشهواته بالكذب والخيانة والصغائر وعبادة الأقوياء، لهو أكفر من أيِّ زنديق في هذا العالم.
إنه لا يوجد منطق في أن نخلق المرض لكي نتعالج منه، أن نسقط في البئر لكي نناضل للخروج منها. وليست حياة الإنسان، في كلِّ أساليبها ومستوياتها، سوى سقوط في البئر ثم محاولة الخروج منها.
أكثر الناس خروجًا على التعاليم هم أقوى مَن وضعوا التعاليم. إن أفسق الحكام والمعلِّمين هم أقوى الناس دعوةً إلى الأديان والأخلاق الناس، في كلِّ العصور، هتَّافون على مستوى واحد من الحماس. هتفوا لجميع الحكام والزعماء والعقائد والنظم المتناقضة: هتفوا للإيمان بالله والإيمان بالأمجاد، للمَلَكية والجمهورية، للديمقراطية والدكتاتورية، للرأسمالية والشيوعية؛ هتفوا للعدل والظلم، للقاتل والمقتولإن آلهة الإنسان وعقائده ومُثُله وأخلاقه هي مجموعة أخطائه اللغوية قتلي لعدوِّي عدل، وقتلُ عدوِّي لي ظلم. رأيي وديني صواب، ورأيُ المخالفين ودينُهم خطأ. هذا منطق كلِّ الأذكياء – وكلِّ الأغبياءكم هو غير منطقي أن يكون المخلوق أعظم من الخالق، ثم لا يستطيع هذا المخلوق الكبير أن يغيِّر خالقه الصغيرالرذيلة، في جميع أساليبها، هي أن يصطدم الإنسان بالطبيعة الذين يحرِّمون على البشر سلوكًا أو شيئًا ما إنما يعنون أن يحرِّموا عليهم الذكاء والحرية والمقاومة كيف يستوعب العقل البشري أن الآلهة تغضب على الذين يضحكون ويفرحون وترضى عمَّن يحزنون ويبكون".
هناك تعليقان (2) :
بوست رائع
والعقل المستعان
بن عقل
شكراً بن عقل على تعليقك
إرسال تعليق