الأحد، 12 يوليو 2009

البحث عن الحقيقة

هل الإنسان بدون دين ناقص؟
هل الفكر الألحادي ينم على النقص في عقل المعتنق له؟
هل هنالك عقدة نقص في الشخص الملحد أم هو فكر وعي عند شخصية الملحد؟

في بداية الحديث عن هذا الموضوع يسرني أن اطرح وجهة نظر مهمه للغاية.. الملحد بطبيعته شخص ذو علم وثقافة ووعي، لايوجد ملحد ليس له شخصية العظماء اكثر الملحدين الذين أعرفهم يتميزون بشخصية عظيمة مثقفة وعلى قدر عالي من العلم والمعرفة ولايمكن لشخص لايمتلك علم واطلاع وثقافة ووعي أن يكون ملحداً.

الألحاد أسم حديث ففي السابق كانو يسمونهم الدهريين وهي كلمة موجودة في اللغة العربية ولكن تداولها في الوسط قليل للغاية..

الألحاد عبارة عن مصطلح عام يستعمل لوصف تيار فكري وفلسفي وجوهر هذا الفكر یتمرکز في عدم الإعتقاد بأي إله/ألهة للكون، كذلك تم استخدام كلمة (اللاربوبية) كترجمة عربية لكلمة (Atheism) في الحملة العلنية لظهور اللاربوبيين (الملحدين) والتي دعا إليها العالم ريتشارد دوكنز إلى جانب كلمة (إلحاد) بين قوسين كمحاولة لإشهار كلمة ثانية لا تحمل معنى سلبيا من حيث اللغة، لكن كلمة "إلحاد" هي المستخدمة بصورة شائعة حتى من قبل الملحدين العرب.

الألحاد يختلف عن اللادينية ومن الصعب تقديم تعريف دقيق ومحدد عن اللادينية لأنها ببساطة تيار فكري غني بالتنوع والرؤى، فلكل لاديني فهمه الخاص للدين والإنسان والإله، ولكن هذا لا يعني غموض مفهوم اللادينية، إذ مهما تعددت الرؤى والتصورات يبقى للادينية مفهوم فكري عام يميزها عن باقي الاتجاهات الفكرية. وهذا المفهوم الفكري العام یتمركز في أنهم جمیعا یعتقدون أن الأدیان الحالیة هي من صنع البشر ولیس من الخالق المفترض.

طبيعة المجتمع الشرقي الذي هو عبارة عن مجتمع جماعي بعكس المجتمع الأوروبي الذي يتغلب عليه صفة الإنفرادية فالإنسان الشرقي ينتمي اولا للعائلة ثم القبيلة او العشيرة ثم الطائفة وأي قرار يتخذه يجب ان يراعي فيه مصلحة مجموعة أخرى محيطة به قبل مصلحته او قناعته الشخصية فالإنسان الغربي له القدرة على إعلان الإلحاد كقرار فردي دون ان يتبع هذا القرار "وصمة عار" من قبل المجتمع بعكس الإنسان الشرقي الذي سيصبح معزولا عن اقرب المقربين إليه إذا اعلن الإلحاد لكون دين الإسلام دينا ذات ابعاد اجتماعية يدخل في تفاصيل الحياة اليومية.

انتشار الجهل والأمية والتخلف في المجتمع الشرقي, حيث أن الإحصائيات تشير إلى أنه كلما ازدهرت الثقافة في مجتمع ما, كلما زادت فرص انتشار الإلحاد فيه.

ضعف المناهج التعليمية وانخفاض مستوى التحصيل العلمي وقلة أعداد العلماء, حيث أن الإحصائيات تشير إلى أن الغالبية العظمى من العلماء يعتنقون الفكر الإلحادي.

ينقسم الفكر الألحادي إلى نوعان:

1- إلحاد قوي أو إلحاد ايجابي وهو انكار وجود إله.
2- إلحاد ضعيف أو إلحاد سلبي وهو عدم الايمان بوجود إله.

بدأت فكرة الألحاد عندي أنا بشكل شخصي وذاتي، فكانت فكرة الألحاد لدي مبنية على الأسس العلمية والثقافية والفلسفية والفكرية وهذه القيم هي نتيجة التنوع الثقافي الوعي لدى الفرد ليدرك الحقيقة.

لذلك أنا انتمي إلى الألحاد القوي والسبب هنا يعود للأسس الفكرية والعلمية القوية حيث أني أجد فكرة الآلهة هي فكرة من خلق الإنسان وهذه الفكرة قد نشأت عن الجهل والتفسيرات المنطقية في فترة من الفترات وكان لذلك الإنسان القديم أن وضع تصوراته حول الخلق والخالق أو كائن الذي يتحكم بالكون.. وبناء على ذلك فهو وضع أشياء من قيمة عقلة فقط وليست مبنية على أسس علمية مثبته لذلك من السهل جداً دحض هذه الفكرة بالأسس العلمية والفلسفية والفكرية وتنتهي بعدم صحة هذه الفكرة وينتج عن سقوطها أن لاوجود الآلهة.

اعتبر كارل ماركس الدين أفيون الشعوب يجعل الشعب كسولا وغير مؤمنا بقدراته في تغيير الواقع وان الدين تم استغلاله من قبل الطبقة البورجوازية لسحق طبقة البسطاء، اما سيغموند فرويد فقد قال ان الدين هو وهم كانت البشرية بحاجة اليه في بداياتها وان فكرة وجود الاله هو محاولة من اللاوعي للوصول إلى الكمال في شخص مثل اعلى بديل لشخصية الأب اذ ان الأنسان في طفولته حسب اعتقاد فرويد ينظر إلى والده كشخص متكامل وخارق ولكن بعد فتره يدرك انه لا وجود للكمال فيحاول اللاوعي ايجاد حل لهذه الأزمة بخلق صورة وهمية لشيئ اسمه الكمال.
هنالك مشكلة حقيقية يعاني منها المتدينون في بلاد الرمال وهي أن فكرة الألحاد في نظر الكثيرين هي فكرة سيئة وغير أخلاقية.. ويعتبرون الملحد شخص سلبي وغير أخلاقي وليس عنده منطق صحيح.. الكثير من الناس لايدركون الحقيقة فهم لايعرفون حتى معنى الألحاد وليس عندهم عنه أدنى فكرة والبعض الأخر يروج لأشياء منافيه حول الفكر الألحادي.

ولكن هنالك الكثيرون الذين لايبحثون عن الحقيقة، والذين لايريدون أن يصحوا من تأثير التنويم المغناطيسي الذي تسببه الأديان للعقول التي تفتقر للعلم والمعرفة، وفي القرن الواحد والعشرين كل العلوم أصبحت في متناول يد الإنسان وما عليه ألا أن يبحث ويطلع ويحاول أن يتناسى الفكر العاطفي الذي سببه له التديين فوجود الإنسان في هذه الحياة يجب أن يأخذها بجدارة ويبحث عن الحقيقة كي لايعيش في هذه الدنيا في وهم وكذبه وهو مصر في تصديقها ويعيش في هذه الدنيا ويموت وهو لم يعرف الحقيقة فقد عاش على كذبه ومات بها.. والكثيرون من البشر ومن سبقونا عاشوا هذه الكذبه ولكنا لايجب الأستمرار بها بل علينا أن نبحث عن الحقيقة ونطلع عليها ونتقبلها.

وكما يقول الفيلسوف كارل ماكس: الدين هو افيون الشعوب لأن الدين لا يشجع الفكر الحر الذي ينتج بل يبقيهم كالمخدرين دون طموح للتقدم والتغيير.

أفيون: أسم يطلع على مادة مخدرة.

كارل ماكس: لايخرج الفلاسفة من الأرض كما تخرج النباتات الفطرية وإنما ثمار عصرهم وشعبهم وهم العصارة الأرفع شأناً والاثمن والأبعد عن ان ترى, والمعبرة عن نفسها بالأفكار الفلسفية. وان الروح الذي يبني الأنظمة الفلسفية بعقول الفلاسفة هو نفسه الروح الذي يبني السكك الحديدية بأيدي العمال فليست الفلسفة خارجة عن العالم كما ان الدماغ, وان لم يكن في المعدة ليس خارجاً عن الانسان.

هناك 6 تعليقات :

rawndy يقول...

هلا فرويد

إنهم حتى لا يحبون الحقيقة ولو جاءتهم بكل سهولة فكيف يبحثون عنها ويتعبون ؟؟؟

كبار الفلاسفة لم تذهب أفكارهم سدى فقد تلقفناها كلنا

التحيات

سيغموند فرويد يقول...

هذا صحيح يا راوندي .. فهم لايبحثون عن الحقيقة ابداً ولا يريدونها..


اتذكر مقولة تقول: لاتنتصر حقيقة على أعدائها بتغير آرائهم إلى الصواب، بل بوجود فئة جديدة من الناس قادرة على هذه الحقيقة والتآلف معها..

أشكرك على التعليق..

لاديني يقول...

طرحك جميل
بسيط ومباشر ومقنع
أعجبني تعريفك للادينية
ويدفعني ذلك لتخصيص رسالة للحديث عن اللادينية بشكل مفصل


أحييك وأشد على يديك
وأتمنى لك الاستمرار في حمل المشعل
فالظلام حالك


تقبل تحياتي

سيغموند فرويد يقول...

شكراً لاديني على تعليقك الرائع على الموضوع..

نحن جاهدون في تبديد الظلام..

تحياتي لك..

غير معرف يقول...

الأخ العزيز فرويد
انا سعيد جدا بأنك تجاوبت سريعا مع طلب الأخ نبيل لمحاولة أيجاد طريقه ما لدعم أخونا حميد وأنا أقترح فتح حساب في مكان ما وبعلم حميد وبالتنسيق معاك أو مع بعض الأخوه لتحويل مبالغ من كل من له قدره ولو بسيطه ولكن مجموعها لا بد وأن يكون فعال لدعم ومساعدة أخونا حميد والمحافضه عليه وعلى كرامته
أيسمان

سيغموند فرويد يقول...

أشكرك أيسمان .. على اقتراحك هذا ..

وسنعمل جميعاً من أجل راوندي.. سنناقش إقتراحك هذا مع نبيل وراوندي والأصدقاء..

تحياتي لك ،،

(إن رد العاجز على التحدي سيكون صراخاً وتوتراً ودعاءً غباء، سيكون رداً فيه كل شيء ما عدا الذكاء والوقار، والقدرة والتهذيب) - عبدالله القصيمي