الغزوا الديني

يفتقر الإسلاميون لوطنيتهم ومدى ارتباطهم للوطن لربما أن البعض منهم حينما يقرأ هذا المقال سينفي هذه الفكرة .. ولكن هنالك لدى كل مسلم بتحديد من بين كل الأديان توجهات أو غزوات دينية، تتبلور في عدم وطنية هؤلاء للوطن وهنالك أمثله كثيرة لمثل الغزوات الديني التي ليست فقط اجتاح العقول، بل حتى البيوت والشوارع.

حينما نتحدث عن المسلمين وبلذات الشيعة منهم نجد بأن أغلبهم ولربما أكثرهم، قد خرج عن وطنيته سواء كان بإرادته أو من خلال توجهاته الأباعيرية.

فأصبح المسلمون يؤيدون ويتضامنون مع ماتفعلة دولة التخلف الكبرى إيران .. وكأنها وطن وينتمي له هؤلاء الأباعير الشيعية.. فلا تجد عقل شيعي لا تملئه الغزوة الإيرانية .. ولاتجد مناسبة تخلوا شوارعها من صورة البعير الكبير (الخمنائي) خروف الأمة الإسلامية، كذلك ترافقها صورة (حسن نصر البطيخ) ولاتجد بيت أو سيارة ألا ووضعت صورهم عليها.

لاعجب بأن سبب تخلفهم وجهلهم هو إنهم يتخذون من هؤلاء أمثله عليا وقدوه يقتدون بتخلفها في حياتهم. المسلم مخه أجوف فلا يستطيع التحكم في توجهاته الأباعيرية، لأنه دائماً كان متوجهاً للوهم، ذلك الوهم الذي يعتلي السماء .. فقد اعتاد المسلم أن يسلم أمره وعقله للوهم المسمى الله دون التشكيك أو التفكير فيه .. وكل مايتبع الفكر الإسلامي يتبعه الأباعير السلفية.

ومن أشهرها دولة الصفويين التي يصفق ويهلهل لها أصحاب العقول الفارغة في بلاد الرمال، يضعون صورهم في كل مناسبة وكل قضية وفي كل منزل وزاوية .. هؤلاء فقدوا وطنيتهم من خلال الغزو الديني فلم يسلب فقط عقولهم، بل وحتى وطنيتهم ..

لربما اثر على عقولهم الكذب والدجل في الأعجاز الزغاليليوا إدعاءات أن في القرآن إعجاز علمي فقالوا إنها موجودة في قرآنهم قبل 1400 سنة وكلاً منهم مسلم بأمره أن في القرآن إعجاز علمي فتارة إعجاز مومياء فرعون، وتارة مكة مركز الأرض، وتارة أخرى البرزخ المائي .. وكلاً منهم مسلماً أمره مصدقاً لخرافات رب الرمال، ولم يكلف عقله قليلاً بالتفكير أن كان هذا الهرج والمرج صحيح أم مجرد هلوسات وسخافات يروجون لها بعض الدجالين، فمنذ 1400 كانت هذه أسباب التخلف، فلا عجب أن نرى الكل يسير خلف راعي قطيع البعير أو لربما تعود الإسلاميون على أن يكونوا قطعاناً مثل الخرفان يحتاجون لراعي ليقودهم لأنهم مثل البهائم يجب أن يتبعون الراعي .. كي لا يظلوا الطريق فتجدهم يقلدون بعض المذعودين (الدعاة ورجال الدين) ..

فقد أصبح الإسلاميون في بلاد الرمال يتبعون دولة الصفويين فيما تقول ويؤيدونها، فلوا قررت أن تغزوا البنان أو البحرين فلن تجد أي معارضة داخلية، بل سيكون لها دعم وتأيد داخلي يمكنها من غزوا واحتلال الدول وأصحاب العقول الفارغة يهلهلون ويصفقون لها..

إيران في الحقيقة دولة لخراب العالم ودماره ولكن المسلمون الشيعة يريدون أن يكونوا تحت حكم هذه الدولة التي جاءت بغية لمصالحها ومطامعها وليس لجل الأباعير الإسلامية ولا محبتاً فيهم .. فمتى سيتعظ هؤلاء الحمقى الذين يسيرون مثل قطيع الأغنام خلف راعاً لهم يندفعون اندفاعاً أعمى نحو هلاكهم ..

ثم ينعتون الملحدين بالغباء وإنهم أتباع لأمريكا ولربما لإسرائيل .. الملحد حتى وان اختلف فكرة لاعتناق دين أو فكر حتى لو أصبح ملحداً، فهو جزء من المجتمع والوطن وينتمي له والملحد يتوفر على قدر عالي من الوطنية لوطنه.. على عكس الإسلاميون الذين اسمهم للوطن أما انتمائهم لدول أسلامية شيعية أخرى.

الملحدين هم الفئة الأقلية التي تفكر بعقلها .. الملحد لم يصبح ملحداً ألا نتيجة لذكائه ولعبقريته فانظروا لكل الملحدين العرب أولهم عبدالله القصيمي كمفكر وفيلسوف فذ وأستاذ كبير أبدع في مؤلفاته الفكرية، فهل أنجبت الأمة الإسلامية مثله؟ .. نحن فئة محظوظة لأننا حظينا بمعرفة الحياة والكون بصورتها وتفسيراتها الصحيحة، لأننا نعيشها كما يجب .. بدلاً من الانقياد خلف أساطير وخرافات لم تكن يوماً في صالح البشر و الحياة ولا حتى الكون ..

فمتى ما كان الدين موجود تجد الشرور وتجد الانحيازية والعنصرية تجد الناس الجيدة ترتكب المعاصي دون أن تعي ما تفعله تخون أوطانها لمجرد التدين، تقتل الإنسان لمجرد انه عصا الدين، الدين هو من يسوغ للجريمة دون أن يشعر الناس بما يقترفونه .. لذلك هم مخدرون بسبب التدين.