ولابد هنالك وهم يسكن عقول المؤمنين ومن كانت بيئتهم سبب كبير في إنهم لايستطيعون التخلص من أوهامهم، وكل هذا بسبب إنغراس الفكر الديني في عقولهم والتلقين الخاطئ الذي نتج عنه أساليب منطق مغلوطه، ومنطق غير سليم في طرحه وعدم خلوه من ثغرات ومغالطات منطقية شنيعة وفاضحه ومخجلة، لهذا اخترت لكم مجموعة من الواقع لمناقشة هذه المغالطات المنطقية، التي طرحها القراء المؤمنون في تعليقاتهم في مقالات سابقة.
أحداهم كتبت تعليق تحت اسم جلنار تجدونه هنا، (أنت لا تؤمن الا بما تراه بعينك وتدركه حواسك, حسنا , الم تسمع بعبارة ان حواسنا قاصرة عن ادراك كل شيء , لماذا انت مصر ان تتصرف وكأننا نحن البشر مدركين لكلشيء , وان كل مافي الدنيا خاضع لقوانين, لماذا لا تؤمن بحقيقة أو الاصح ان اقول لماذا لا تقر بحقيقة اننا كائنات قاصرة عن الادراك بشكل شامل . لقد درست في الجامعة عن ان الاصوات التي يستطيع الانسان سماعها بحدود 20 الى 20 الف هرتز , واي صوت اعلى او اقل من ذلك لا يسمعه الانسان ..ز اذن ليس ضروري ان تسمع الصوت لكي تؤمن بوجوده ... هناك اصوات موجودة ولكن حواسنا لا تدركها ., وهذا ما اثبته العلم . لماذا لا نقول ان هناك روح وهناك اشباح والله وغيره, هل لاننا لا نرى الله والارواح هل هذا يعني انهم غير موجودين ..؟ هم موجودين ولكن حواسنا نحن البشر قاصرة ... ليس كل ما هو موجود بالدنيا نستطيع ادراكه بحواسنا ... وكون انكم انتم الملحدين غير قادرين على رؤية الله فهذا لا يعني انه غير موجود).
(انتهى)
حيث أن السيدة جلنار تقول أن هنالك أشياء لاندركها لكنها موجودة، هذا صحيح فهنالك البكتيريا والأشعة تحت المرئية والأصوات تحت السمعية التي لانسمعها أو ندركها، لكن هنالك دلالات إنها موجودة كما كشف لنا العلم والأجهزة العلمية، لكن السيدة جلنار تفترض بنفس المنطق أن هنالك خالق وأرواح وجن وأشباح، وفق هذا المنطق، فهي تفترض وجود شيء قبل أن يكون هنالك دليل حسي أو إدراكي أو حتى علمي لوجود هذه الأشياء، وتقول طالما هنالك اشياء لاندرها فلابد أن هذه اشياء لم نتوصل لها بعد، ويجب أن نتركها للزمن لنعرف أن كانت موجودة أم لا، هذا هو منطق الغباء بعينه، كيف نفترض وجود شيء بلا إثباتات صحيحه؟ .. ولماذا يجب أن نؤمن بها بدون دليل؟ .. طالما لايوجد هنالك دليل لماذا نؤمن بها؟ لأن الأجدر والصواب هو عدم تصديق شيء بلا دليل .. المنطق السليم يدعونا لأزالة كل التفسيرات التي لاحاجة لها، فهنالك أسباب كثيرة منطقية وعلمية وفلسفية تنفي وجود خالق للكون، وكلما تقدم العلم كما تقلص دور التدخل الألهي في كوننا ولم يعد يشغل منصب، فمثلاً كان الأعتقاد سابقاً أن الله هو من يسقط المطر، وهو من يحدد جنس المولود .. وهو من يعرف الغيب .. لكن الإنسان اليوم أكتشف سبب هطول المطر واصبح يعرف الأحوال الجوية وأصبح يستطيع تحديد جنس المولود ويعرفه هو في بطن أمه، إذن لم يعد للخالق دور يشغلة ليزعم المؤمنون أنه موجود، وإذا سلمنا بوجود خالق خلقنا ولكن لا ندرك وجودة، فلماذا يريدنا أن نؤمن به؟ حيث هو الذي خلقنا وجعلنا لاندركه، ثم يطلب منا أن نؤمن به ونعبده؟! .. أتسائل هل هو غباء من الخالق أم غباء من المؤمنين به؟ ..
يقول ديموقريطوس في أحدى مقولاته الشهيرة: (لا أظن أنه يجب علي أن أؤمن بالرب الذي وهبني العقل والمنطق وأحتاج للتخلي عن هذه الهبة لتصديق به).
ويقول معلق آخر تحت الأسم سولو تجدونه هنا (أنت كملحدين . هل تؤمنون ؟ إن قلتم لا. فإنكم جهلتم لأن العلم اليوم أصبح إيمان فمن منكم رأى الكهرباء ومن منكم رأى الجاذبية الأرضية. وإن قلتم أننا نشاهد الجاذبية بسقوط الأجسام على الأرض ونشاهد الكهرباء بإنارة المصباح . كذلك جهلتم لأنكم تشاهدون أثار الكهرباء وأثار الجاذبية فقط. فلا نرى حبل يجذب الأشياء إلى الأسفل وأما إن قلتم نعم فأنتم تؤمنون !! وكيف للملحد أن يؤمن !! أليس الإلحاد ينافي الإيمان ؟؟)
(انتهى)
وهذا المعلق يجهل مفهوم الإيمان، وهذه مغالطة منطقية شائعة جداً بين المؤمنين، حيث يقول نحن لا نرى الكهرباء ولانرى الجاذبية لكنها موجودة، وبنفس المنطق الغبي يقول كذلك لابد أن يكون الخالق موجود.
لكن المشكلة أن العلم يقين، والإيمان فرضيات، فالإيمان هو تصديق شيء بلا دليل، لأنه إيمان اعمى، أن تصدق بوجود عصى تشق البحر وتصدق بوجود نمله تتكلم وتصدق بأن صلعم طار على بغل مجنح للفضاء، فإين الأدلة؟ .. لايوجد دليل محسوس أو له أثر .. كل مالدينا هو كلام مكتوب في كتاب مقدس منذ 1400 عام .. لكن هذا مجرد كلام نريد الأدلة العلمية الدامغة التي تجعلك تصدق شيء في غياب كافة الأدلة المنطقية والعلمية والعقلية والفلسفية، فماهو الدليل الذي يجعلني أصدق أشياء لا إثبات لها؟ .. نحن نعرف بأن الكهرباء موجودة لكننا لانراها، ونعرف أن الجاذبية موجودة لكننا لانراها، لكن الخالق ليس فقط لانراه بل حتى لايوجد أي دليل ولا حتى بنسبة 0.1% انه موجود، فنحن لانحس به، ولا نسمع صوته، ولا نشم رائحته، ولاندرك أي تأثير له، ولاندركه بأي شكل من الأشكال، فلماذا يجب أن نصدق شيء لادليل على وجودة؟
سيقول أحدكم بلا (هذا الكون هو الأثر على وجود خالق، ووجودك انت هو الدليل على انه موجود) .. فهل هذا منطق سليم؟، انا أستطيع أن اقول أنا من خلق الكون، أين الدليل؟ .. أجيب: أنظر الدليل هو هذا الكون ووجودك انت .. هل هنالك مايثبت أنني فعلاً خلقت الكون؟ لايوجد دليل يثبت صحة هذا الكلام .. القرآن مجرد كلام أن الله خلق السماوات والأرض في ستت أيام هل هنالك دليل يثبت ذلك؟ .. أي شخص يستطيع أن يكتب كلام ويقول هنالك مارد مختبئ قام بخلق الكون وقد كتب هذا الكلام الموجود في الورقه فهل انت ستنكر هذا؟ ..
وكما قلت في أحدى مقولاتي: (الإيمان هو أن تقول أنك تصدق شيء بلا دليل)، والمشكلة أن المؤمن لم يهيئ نفسه وعقلة للوصول للحقائق ولو حتى بشكل منطقي اذا لم يسعى ويتعب في البحث العلمي.
وفي تعليق ثالث جاء من معلقة جديدة على مدونتي تحت إسم Hayat هنا تقول: (الا تعتقد بإن الالحاد "عقيدة" او ايمان من نوع آخر ؟ فمثلا عدم الايمان بالروح .. هو اعتقاد كما هو الحال مع الايمان بوجودها .. و كلا الموقفين ينطلقان من ارضية فكرية مختلفه ..و لا يمكن ان يلتقيان .. نتيجه إلى اختلاف المنطق بينها و الاساسات الفكرية).
هذه معلقة جديدة تعلق في مدونتي لأول مرة وهي ليست مؤمنة وليست منغلقة في تفكير ديني كما كتبت في مدونتها، وهذا شيء ممتاز وانا أؤيدها وأنصحها على الخروج من الفكر الخرافي والأنتقال لفكر تنويري راقي مليئ بالمنطق والعلم.
جوابي على تعليقها، هو لا .. الإلحاد ليس عقيدة بل هو شيء عقلاني طبيعي محايد وفطري، الإلحاد موقف عقلاني وجواب أو ردة فعل على إدعاءات لاوجود لها، فمثلاً المؤمنون يدعون وجود خالق وأشباح وجن وأرواح، ويؤمنون بها دون وجود إثباتات صحيحة على وجودها. فالإلحاد يتخذ موقف كرد فعل بأن ينكر وجود هذه الأشياء كما يقول كريستوفر هيتشنز (ما يثبت بدون دليل يبطل من دون دليل) حيث أن الإلحاد ليس بحاجة حتى لنفي ماهو نفي بالأساس، فلا يوجد دليل يثبت صحة هذه الفرضيات، والعلم قام بتفنيدها وقدم تفسيرات تحل محلها، الإيمان هو أن تجعل شخص مؤمن يعني أنك تجعله يصدق شيء بلا دليل، وهذا يتحمله أي عقل خاوي من منطق عقلاني وسليم.
وسؤال Hayat في تعليقها بدأ بكلمة (الاتعتقد) وهذا بسبب التأثير البيئي والثقافي الذي يحشوا عقول الشباب والشابات بأمور خارجة عن المنطق .. فأنا لا اعتقد .. انا لدي يقين .. أو اقول لا اعرف .. لكن لا استخدم كلمة أعتقد لأنها كلمة تعبيرية عن ضعف ثقه شخصية.
فمسألة الأعتقاد عندما يكون المرء تائه وحائر .. ويتسائل في غياب كافة أدلة المنطق والعقلانية والتفسيرات العلمية .. هل هنالك خالق أم لا، فيرد شخص اعتقد انه موجود، وآخر أعتقد انه غير موجود. أعتقد هي حيرة وضعف وشكوك، عندما نبحث نصل للحقيقة .. الحقيقة تعني اليقين، واذا لم تكن لدينا حقائق بخصوص شيء ما نقول لانعرف.
فهذه بأختصار بعض أنواع المغالطات المنطقية الشائعة والتي دائماً يرددها المؤمنون.
فهذه حجج تفتقر لأسس المنطق والعلم .. فالتنقذ نفسها من مغالطاتها حتى تنقد الآلهة والميتفازيقيا من الغرق.
وهنا المؤمن يعيش على اوهام دينية ليس أكثر يريد أن يبقى يعيش على هذه الأوهام حتى لو كان هنالك حقائق، لأنه سيفقد الأمل بالحياة عندما لايوجد رب ليرضي مطالبه وأوامره ولاتوجد حياة بعد الموت كما قلت في مقولتي: (المؤمنون بالأديان هم الفاقدين للأمل بالحياة، وممن يوهمون أنفسهم بآمال كاذبه، لا لأنهم موهومون بل لأنهم يفضلون ذلك الوهم على الواقع والحقيقة).