مذبحة الله على صرح العقل

• البرهان الأول: مبدأ السببية وعامل الزمن:

ترتكز فكرة وجود خالق على مبدأ السببية أي أن الكون له مسبب وهو الخالق، بحسب منطق المؤمنين فأن الخالق هو من خلق الكون وهي علاقة بين السبب والنتيجة، وهذه العلاقة علاقة تسلسلية، فالسبب دائماً يسبق النتيجة وليس العكس، والعامل الذي يجب أن يربط بينهما هو الزمن.

1- الخالق حتى يخلق الكون يجب أن يكون هذا الخالق خاضع للزمن ليكون الخالق هو المتسبب في خلق الكون، أذن من خلق الزمن؟

2- أن كان الخالق هو من خلق الزمن وهو خارجة، أذن هنا يسقط مبدأ السببية، والخالق لم يخلق الكون في أي لحظه من اللحظات فلم يكن هنالك زمن ليربط السبب بالنتيجة.

3- أن كانت عقولنا قاصرة عن فهم ذلك بالمنطق والعقل الذي وهبنا أياه الخالق، فقد جنى على نفسه فالمنطق والعقل ينفي وجود خالق، أذن كيف يطلب منا أن نصدق بوجودة؟

• البرهان الثاني: منطق القبول بالمعضلة الأكبر (الخالق):
  (جعلت المعضلة أكبر لأنك لم تقبل بالمعضلة الأصغر، فليس من المنطقي ان تعضل المشكلة لأنك لم تقبل بالصغيرة ولكنك قبلت بالمعضلة الكبيرة).

لو أفترضنا وجود خالق للكون بأعتبار إن المؤمنين والخلقيين لايقبلون بأن يكون هذا الكون البديع والمعقد والذي يبدوا مصمماً من دون وجود خالق، فقد تبدوا هذه الفكرة منطقية، ولكن أن كان الكون معقد ومصمم وبديع فهو يتطلب وجود خالق ومصمم أكثر تعقيد من الكون، وهي المعضلة الأكبر فهذا المنطق يتغالط مع نفسه، لأن المؤمنين والخلقيين لم يقبلوا بالشيء الأقل تعقيداً والذي هو الكون من دون وجود خالق له، ولكنهم قبلوا بوجود شيء أكثر تعقيد من الكون والذي هو الخالق، ومن دون سبب أو خالق لوجودة، أفما كان من المنطق والعقلانية القبول بالكون الأقل تعقيد من دون خالق له، بدلاً من مغالطة منطقية بالقبول اللامنطقي بوجود خالق أكثر تعقيد ومن دون سبب أو خالق لوجودة؟

( فقد جعلت المعضلة أكبر لأنك لم تقبل بالمعضلة الأصغر، فليس من المنطقي ان تعضل المشكلة لأنك لم تقبل بالصغيرة ولكنك قبلت بالمعضلة الكبيرة).

وليس من المنطق التصديق بوجود شيء ليس عليه دليل، ولايمكن إثباته والذي هو الخالق، بينما الكون ملموس ومثبت وهذا دليل كافي فليس هنالك من لن يصدق بوجود كون ملموس ومرئي، ففرضية الخالق تسقط، لأنها تفاقم للمعضلة وليس الحل لها.

إن المبدأ الوحيد التي ترتكز عليه جميع محاولات إثبات خالق للكون هو مبدأ السببية، وهو المبدأ الذي يحاول المؤمنون والخلقييون إثبات وجود خالق به، وهم الذي جاؤا بهذا المبدأ ليثبتوا وجود الخالق وهم من ينفون هذا المبدأ المتناقض عندما نأتي لتطبيقة على الخالق، فهذا المبدأ يأكل بعضه البعض، وهو دليل على ضعف الحجة وضعف المنطق وحتى الفكرة.

ولنقوم بتشبيه هذا المنطق المغلوط سوف نأتي بمثال المارد والغيم، وهو كالتالي:

لندعي أن وجود الغيم في السماء هو شيء غير طبيعي ولنفترض أنه شيء لاعقلاني ولامنطقي، فكل الأشياء تسقط وتقع على الأرض، ولكن الغيم لايسقط من السماء، فلو جأنا لعاقل وقلنا له: هل ترى هذا الغيم في السماء؟ .. سيقول لك: (نعم، آراه) .. وهل تعرف أن المارد هو من يمسك الغيم في السماء كي لايسقط لكنك لا ترى هذا المارد لأنه خفي لأنه فوق تصورنا وعقلنا، فتقول له كيف عرفت ذلك أو ماهو دليلك .. فيجيبك بمنطقه الدائري .. إذن اذا لم يكن المارد يمسك الغيم فسوف يسقط علينا!! .. فليس من المنطقي أن كل الأشياء تسقط ماعدى الغيم في السماء، .. فيقول العاقل: ومالذي يجعل هذا المارد لايسقط؟، .. فيقول المدعي: لا ذلك لايمكنك أن تفهمه!!!، أما كان من الأجدر أن نفهم عدم سقوط الغيم فحسب فلما نجعل المعضلة أكبر ونقبل بها؟

ملاحظه: لمن سوف يعتقد بأن هنالك ثغرة منطقية في أن الخالق لم يخلق الزمن وأن الخالق خاضع له، فالعلم يثبت بأن قبل الإنفجار الكبير لم يكن هنالك زمن، ولم سيعتقد بأن الخالق هو من تسبب في الإنفجار الكبير فخلق بذلك الزمان والمكان، فأنه لم يفهم البرهان الأول ويجب أن يعود ليقرئه ويفهمه.

وبالنسبة للبهلوانيين الذين سيحاولون التشبث بنظريات العلم الحديثة في محاولات يائسه لاثبات وجود خالقهم المزعوم، عليهم تذكر مقولتي: (عندما يتحدث العلم من واقع التجربة والبرهان المدعم بالإدلة لامجال لأن تعزوا الأسباب لخالق طالما أنك تتحدث بدون دليل).